العلم يرفع أقواماً ويضع آخرين

عبدالله محمد المالكي

اسمُ الكاتب : عبدالله محمد المالكي.
إجمالي القراءات : ﴿5624﴾.
عدد المشــاركات : ﴿8﴾.

بسم الله الرحمن الرحيم

■ نادى منادي خليفة المسلمين سليمان بن عبدالملك، نادى في الناس أن لا يفتي في المناسك إلا (عطاء)، فأقبل الناس عليه مثل الغمام (عطاء) فمن هو يا ترى عطاء هذا الذي يكرمه الخليفة فيوكل إليه أمور الفتوى للحجاج والمعتمرين ؟
لعل العجب يذهب بك كل مذهب إذا علمت أن عطاء هذا مولى أسود، أفطس، كأن رأسه زبيبة، أعمى، أشل، أعرج، يا الله لا أكاد أصدق وما هي الميزة التي أوصلته إلى هذه المنزلة ؟ أنه العلم، أنه العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

نعود الآن أيها الأحبة إلى الخليفة سليمان بن عبدالملك وهو يؤدي نسكه تعرض له مسألة فيحتاج إلى أن يسأل عنها، فيذهب إلى عطاء مباشرة فيقول له عطاء : أرجع خذ مكانك مع الناس، فيرجع الخليفة يصف مع الناس حتى جاء دوره ليسأل عطاء.

بعد هذا الموقف الذي حدث للخليفة عاد مباشرة إلى أبنائه فأخذهم في زاوية من زوايا الحرم وهمس في آذانهم جميعاً قائلاً : يا بني عليكم بالعلم فوالله ما ذللت لأحد من الناس إلا لهذا العبد.
لقد كان عطاء ثقة فقيهاً عالماً كثير الحديث. قال أبو جعفر الباقر وغيره : ما بقي أحد في زمانه أعلم بالمناسك منه، وقيل أنه قد حج سبعين حجة، وقد عاش مائة سنة - رحمه الله - رحمة واسعة.
■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.