في الثقافة الأدبية : ألقى عصا التسيار.

محمد عاطف السالمي

اسمُ الكاتب : محمد عاطف السالمي.
إجمالي القراءات : ﴿20﴾.
عدد المشــاركات : ﴿194﴾.

■ سميت العصا عصا لصلابتها؛ مأخوذة من قولهم عصّ الشيء إذا صلب واعتصت النواة إذا اشتدت، ولها أسماء متعددة، فتسمى: الهراوة، والمنسأة، والمحجنة: وهي العصا المعوجة، والمخصرة التي أعطاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبدالله بن أنيس الجهني، وقال: تلقاني بها في الجنة، والدبوس: وهي العصا في رأسها عجرة، والمقرعة، والعجراء، وجاء أعرابي للحطيئة وقال له: ما عندك يا راعي الغنم؟ أجاب الحطيئة: عجراء من سلَم، قال: إني ضيف، أجاب: للضيفان أعددتها، والقضيب، والخيزران، والقناة، والعكازة.

● العصا في الأمثال العربية :
ضربت العرب بالعصا الأمثال فالعصا مثل يضرب للجماعة، يقال فلان شق عصا الجماعة والمسلمين، وألقى الرجل عصاه إذا استقر بالمكان، وانشقت العصا إذا اختلفت آراء العشيرة، ولا يقرع بالعصا أنفه: لا يهان، وعبيد العصا: الناس الذين ينقادون لكل أحد.

● بعض من اشتهر بحمل العصا :
اتخذ سليمان بن داود عليهما السلام العصا لخطبته وموعظته ولما مات ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته، وعصا موسى عليه السلام ضرب بها البحر فانشق ولقفت ما ألقاه سحرة فرعون، والمخصرة التي أعطاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبدالله بن أنيس الجهني رضي الله عنه وقال: تلقاني بها في الجنة.

وأول من خطب على العصا وعلى الراحلة قس بن ساعدة الإيادي.
تقول كتب اللغة إن قولنا : ألقى عصاه : تعبيرٌ عن بلوغ المنزل، ومنه البيت المعروف:
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى • • • كما قرّ عينًا بالإيّابِ المسافر

ومنه قول ابن مجير الأندلسي:
أعلمتني ألقي عصا التسيار • • • في بلدةٍ ليسَت بذاتِ قرارِ

وقِيلَ للشَّافِعيِّ : مَالكَ تُدمِنُ إمساكَ العَصَا ، ولستَ بضعيفٍ ؟
فقالَ : لأذكرَ أنِّي مُسافِرٌ.

● وهذه قصة عن العصا :
روى ابن خلكان، وهو يتّحدث عن المنصور بن القائم بن المهدي (صاحب إفريقية)، نقلاً عن جعفر أحمد الموزري قوله: "خرجت مع المنصور يوم هزم أبا زيد، فسايرته وبيده رمحان، فسقط أحدهما مراراً فمسحته وناولته إياه، وتفاءلت له، وأنشدت:
فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى • • • كما قرّ عيناً بالإياب المسافرُ
فقال له المنصور: ألا قلت ما هو خير من هذا وأصدق: "وأوحينا إلى موسى أن ألقِ عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغُلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين".. فقلت: يا مولانا أنت ابن رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.